يا اهلا وسهلا، يومكم سعيد، قبل فترة كان عندي تجربة جديدة صراحة، التجربة هذي كانت بعدما تلقيت بعض الصدمات في حياتي (مين فينا ما تجلده الدنيا؟) في كم حاجة عندي، منها البزنس، قبل لا أتكلم عن الاحتراق عندي قصة بسيطة راح أشارككم فيها.
القصة هي
أتوقع بديت ألاحظ هالشيء بعدما تخرجت ورحت الرياض، بعدما رحت الرياض سكنت لوحدي فترة، الفترة اللي سكنت فيها كنت في مرحلة البحث عن عمل ممتاز يعلمني ويحقق لي دخل ممتاز، الفترة اللي كنت فيها كنت أسوي بعض الأمور اللي كانت تحسن من حياتي، أصحى الصباح، أكل أكل كويس (مايسبب لي تحسس أو ارتفاع بالسكر وهبوط سريع)، وأخيرا أطلع كل يوم أتمشى لمدة ساعة، ولا ننسى النوم الكويس، الفترة ذيك كانت فترة ذهبية بالنسبة لي كانت نسبة الأشياء اللي كنت أبي أسويها ذاك اليوم أعلى من المتوسط (بمعنى اخلص أكثر من نص الأشياء اللي بخلصها)، بعد كم شهر فقط حصلت على مكان عمل، ولاحظت وقتها اني اقدر اركز على عملي بوقت أعلى من المتوسط، مركز دائما (لكن وقتها كانت كمية العمل اللي كنت أسويه قليله بحكم عدم وجود الخبرة، لكن بشكل عام كان شيء جبار بالنسبة لي)، بعدها بكم شهر لاحظت اني صرت أسوء، اختلفت اشياء كثيرة لكن الشيء اللي أخلفت بشكل مفصلي هو الروتين الصباحي (فطور كويس، تدوين يومي، وكم حاجة كنت أسويها كل يوم) بعدها بدت حياتي تكون أكثر فوضوية، وصرت أعاني مع أغلب جوانب حياتي، واحترقت بعدها ب ٦ شهور، قبل الاحتراق بكم اسبوع كانت تجربتي مع الحياة مو كويسه أكلي كان سيء (كل يوم أكل الأكل اللي مسبب لي تحسس وانا ما كنت أعرف)، ما أسوي رياضة، ما أنام بشكل كامل)، بعدها نقلت لمكان عمل مختلف وكنت متوقع ان جزء من التحدي اللي كنت اواجهه هو العمل اللي أسويه.
واستمريت فترة طويلة بدون روتين صباحي لمين قبل كم سبوع، السبب اللي خلاني ارجع للروتين اليومي هو انه كنت أحتاج الروتين لأني ايقنت اني وقتها كنت محترق للمرة الثانية، النمط هذا يتكرر معي كل فترة معينة (الاحتراق) فالفترة اللي فاتت صراحة كان هدفي هو كيف أسوي نظام يخفف الاحتراق هذا ويمدد إمكانيتي للعمل أطول وبدون ما أحرق نفسي فيها فأول شيء عشان أقدر اتعامل مع الحرق أحتاج أعرف مسبباته، راح أتكلم عن تجربتي الشخصية وتجاربي فكلامي أغلبه غير مستند على دراسات لكن اللي أعرفه الاحتراقات غير محببة لا على المدى القريب أو البعيد فحلو نحاول نعرف مسبباته عشان نتجنبه.
أسباب الاحتراق
بسبب نفسي أو جسدي
الأحتراق أقصد فيه صعوبة بالتعامل مع المواقف اللي حولك، الصعوبة هذي يكون سببه نفسي أو جسدي(أو كلهم بنفس الوقت).
نفسي
النفسي صدمه قويه جدًا ما تقدر تتعامل معها فيفشل نظامك (أو تحترق)، أو عمل مهام فوق مستواك الحالي بنسبة عالية جدًا سواء عدم وجود خبرة أو شيء جديد عليك كليًا، أو كمية أعمال متناثرة في كل مكان فتقلق انك ما تقدر تخلصها فتكون فوضوي والفوضوية راح توصلك لفشل بالنظام لأنك تتعامل مع مشاكل مختلفة بنفس الوقت الجسم ما يقدر يتعامل مع ٥ مشاكل في نفس الوقت، يقدر يتعامل مع وحده فقط ويخلص منها ويروح للي بعدها أو لمين يخلص الوقت المخصص لها، محد يقدر يبني شركة ناشئة بيوم!.
جسدي
ممكن عندك تحسس معين أو سكرك يرتفع وينزل بشكل غير طبيعي أو تآكل سكريات تسبب لك أعراض اكتئاب أو قل نوم أو ما تسوي رياضة أو الأكل اللي تاكله ما يعطيك احتياجاتك اليومية، كلها أسباب تخليك أقرب وأسرع لفشل النظام بسبب انك ما تاكل كويس أو ما تعطي جسمك احتاجه الطبيعي عشان تتعامل مع صعوبات الحياة.
ممكن بسبب طبيعة العمل اللي تتعامل معها (عملك أو دراستك)
عمل فيه مخاطرك عالية (ضغط عالي)
في الأعمال اللي فيها مخاطرة عاليًة جدًا (مثل قطاع الشركات الناشئة وريادة الأعمال)، الموضوع جدًا صعب، أولا انت ما تعرف وش احتياج العميل وعندك حمل على كتفك مو طبيعي وعندك كمية عمل كثيرة تحتاج تنجزها وعندك فوقها فريق مؤمن فيك وفي منتجك أو خدمتك هذا الشيء قطعًا راح يأثر عليك ويخليك أقرب للاحتراق من أي وقت سابق.
برضو حديت المنافسة اللي أنت فيها، تخيل انك تتنافس مع عدد من المنافسين كلهم أقوى منك في كم حاجة وانت تحتاج انك تتفوق عليهم بربع الميزانية اللي معهم!، كيف بتتعامل مع الموقف على الصعيد الشخصي والعملي، تبدًا تتسأل وش اللي ٢٠٪ اللي راح تحقق ٨٠٪، كيف اكون أسرع في ….، كلها أسئلة راح تبدًا تأكل معك وتشرب وهذا راح يخليك أقرب للاحتراق حتى وانت في إجازة لأن عقلك مايقدر “يفصل عن العمل” كل الوقت تفكر تفكر تفكر.
طبيعة شخصيتك
ممكن شخصيتك من الشخصيات اللي ما ترتاح إذا جلست فاضية، تحتاج عمل يلهيها ومو أي عمل. عمل يكون صعب بالنسبة لك لأنك مؤمن بأنك تحتاج تتطور كل فترة عشان تكون فوق الهرم وتستمر فيه، الشخصية هذي راح تخليك أسرع للاحتراق بشكل مجنون والتحدي معها إنها في قراراتك العقلية ما تقدر تخفف لأنك لو خففت بيجيك اكتئاب من الفراغ وهذا جزء أسوء وأسوء.
ليش تحترق أصلا؟
الاحتراق مثل ما قلنا هو فشل بالنظام عندك، بسبب أعراض ما قدرت تتحملها، الفكرة انه لو تخيلنا الاحتراق هو انك تتحمل فوق طاقتك أضعاف معينة في عدد معين من الأيام، مثلا متوسط العمل الطبيعي اللي جسمك يقبله هو ٦ ساعات باليوم، وجاك ضغط وصرت تشتغل ١٢ ساعة، كم تحتاج يوم عشان تحترق، منطقيًا نصف الوقت اللي بالعادة تحترق فيه، بمعنى بعد ١٤ يوم (أسبوعين) من العمل المتواصل راح تبدًا تكره طبيعة العمل اللي تسويه حتى لو كنت تسويه وأنت سعيد وقتها، السبب هو اللي تسويه فوق طاقتك مع الأخذ بالحسبان انك ما عادلت للضغط اللي تمر فيه (ما تتعامل مع الضغط)، وبعدها بعدد معين من الوقت تفصل عن العمل لأنك كرهت الشغله، الواقع انك ما كرهت الشغله لأنك لو كرهها ما قدرت تشتغل ٦ ساعات متواصلة لفترة طويلة، انت كرهتها بسبب الحرق اللي جاك منها (من ال٦ ساعات الزيادة كل يوم لمدة أسبوعين).
كيف تخفف حرق؟
نفس ما قلنا قبل شوي، الفكرة الجوهرية اللي أبيك تطلع منها انه السؤال الصح (مو) كيف ما احترق؟ السؤال الصح بيكون
كيف أتعامل مع الضغوطات اللي أمر فيها عشان ما احترق أو على الأقل ما احترق “بقوة”
أعتقد سؤال مره صعب ومافيه جواب كافي أو دقيق، لكن مع الأخذ بالحسبان بعض مسببات الاحتراق الطبيعية، المفروض تخففها عليك، ومنها
سكر غير متوازن بالدم.
أعتقد السكر الغير منتظم (حتى للي ما عنده سكر)، يلعب في نفسية الشخص، وهذا راح يأثر عليه بشكل سلبي إذا كان سكرك ينزل “بسرعة”، المعلومة هذي أذكر قريت عنها في كتاب “Willpower: Rediscovering the Greatest Human Strength”، أذكر كانت فيه تجربة معينة تستدل بقدرة الشخص على “تحمل احجية مستحيل حلها” و كمية السكر في دمه، التجربة كانت كالتالي.
التجربة كان فيها مجموعتين، كل المجموعتين شربو عصير ليمون الفرق مجموعة أ العصير اللي شربوه فيه سكر مضاف ومجموعة ب العصير اللي شربوه مافيه سكر (السكر في عصير الليمون مو واضح طعمه حتى لو حطيت سكر) وكلهم حاولوا يحلون احجية مستحيل تنحل.
السكر اللي استخدموه في التجربة كان “سكر مضاف” عشان يستهلكه الجسم بسرعة، اللي تم ملاحظته أنه المجوعة(أ) اللي كان عصيرها ما كان فيه سكر حاولت لمدة ٥ دقائق لمين ملت، أما المجموعة الثانية(ب) بالمتوسط استغرقت ٨ دقائق قبل ما تمل، الكتاب كان يستدل فيها لأن “قشرة فص الجبهة” اللي في الدماغ، كان هو المسؤول عن التعامل مع المهمة، وبنفس الوقت كان أكثر منطقة بين المناطق بالدماغ اللي تحتاج طاقة أو تستهلك طاقة.
اللي أقصده انه السكر لو ما كان متوازن عندك لا تتوقع انك قادر انك تشتغل بفترات طويلة قبل ما تمل أو (يخلص السكر بدمك وتحتاج وقت لمين يرجع يرتفع).
السكر المضاف هو خيار سيء جدًا لأنك راح سكرك راح ينزل بسرعة عالية مقارنة ببعض الأطعمة الثانية، الخيار الأنسب لأنك انت تبي سكرك ما ينزل بسرعة صاروخية، النزول الصاروخي سببه أمرين.
سكر مرتفع بشكل غير طبيعي وهذا راح يخلي الانسولين يُفرز عندك وينزل سكرك بسرعة، أوعمل أو جهد مُتعب جدًا، الحالة الأولى (نزول سكر من انسولين) تعتبر الحالة الأكثر شيوعا وتحتاج تعرف وش الأكل اللي يسبب لك (ارتفاع غير مقبول) بالأنسولين عندك وتستبدله، عشان تقدر تعرف وش الأكل اللي مو مناسب لك، أول شيء تحتاجه تقطع السكر المضاف لأنه يرفع سكرك بوقت قصير بكمية مجنونه، بعده تشوف الكارب سهلة الامتصاص (اللي فيها مؤشر سكري مرتفع)، وبعدها تشتري جهاز قياس سكر وتقيس سكرك بعد ساعتين من الوجبة عشان تعرف، السبب لأني أقولك هالشيء لأنه محد يعرف “بالكلية” وش الأكل اللي يرفع السكر الخاص فيك لأنه يختلف الأثر من شخص لشخص (فين ناس ترتفع من أكل البطاطس وفيه ناس ما ترتفع) الفكرة من المؤشر يعطيك نبذة أولية من خلالها تقدر تعرف لكن الفيصل هو سكرك أنت، وإذا مره تبي تعرف فيك تستخدم جهاز قياس سكر مستمر (يقيس سكرك كل اليوم وتشوف كيف شكله كل يوم).
اللي تحتاجه إذا كان الدايت حقك النسبة الأكبر منه كارب، يكون سكرك حولين ١٠٠ طوال الوقت، أو في حالة الكيتو يكون ٨٠-٧٠-٦٠ طوال الوقت (وها يعتمد على الشخص نفسه لكن الهدف يكون سكرك ثابت أغلب الوقت) وفي حالة الكيتو كل ما نزل سكرك كل ما كانت الكيتونات أعلى في جسمك.
ما تتخيل قد أيش هذا الشيء البسيط راح يحسن حياتك على المدى القريب والبعيد بشكل مجنون، قطعك للكارب سهلة الإمتصاص راح تحسن من يومك.
أنا أعرف أن الموضوع شبه مستحيل وخاصة بالزمن اللي نمر فيه، مين فينا ما يحب الشاورما ولا البروست ولا الباستا مع أحلى مشروب بارد يسرسح، لكن للأمانة ما اقدر اتعامل مع التعب اللي راح يصاحبني بعدما أكل أكل غير صحي أو (مليت) مليت من التعب اللي أعيشه كل يوم من السكر الغير متوازن.
الأمر راجع لك تتخذ نظام أنسب لك لكن إذا تبي كارب أتبع نظام تيم فيريس اللي سواه اللي هو “أكل الكارب بطيئة الأمتصاص” عشان ما يستهبل سكرك وقدرتك على اتخاذ القرارات والتعامل مع الصعوبات تستهبل معها.
ما تسوي رياضة أسبوعية
للأمانة ما تبحرت في الرياضة بشكل مستمر الفترة الماضية، لكن اللي أعرفه الرياضة تساعدك على جواب كثيرة جدًا، أهمها التعلم، المحافظة على مستوى الدوبامين في الدماغ، التعامل مع الضغط.
الرياضة راح تساعدك تتعلم لأنك إذا سويت رياضة تفرز بروتين BDNF، وهذا راح يساعدك ببناء روابط عصبية بدماغك وهذا بدوره راح يخليك تتعلم أسرع.
برضو الرياضة راح ترفع الدوبامين عندك وترفع معه مستقبلات الدوبامين(مستقبلات الدوبامين مهمة بأهمية الدوبامين بحد ذاتها) وهذا بدوره راح يخليك أكثر حماس للحياة والتعامل مع التحديات وأقل اكتئاب.
تقلل من الإكتئاب اللي عندك، برضو راح يخليك تتعامل مع الضغط اللي عليك (لأنه يقلل من الكورتيزول في الجسم)، وراح يخلي الأنسولين عندك “أكثر” اتزانًا لأنه يرفع عندك ممانعة الأنسولين عندك وفي حالة الكيتو راح ينزل سكرك (وهذا المطلوب في حالك الكيتو).
كل هذا تحصله ب ٢٠ دقيقة رياضة الصباح(في أحسن الحالات تتمرن الصباح)، نوعية الرياضة هنا غير مهمة الأهم تسوي رياضة، الدراسات تقول ١٢٠ إلى ١٨٠ دقيقة بالأسبوع كارديو يعبر مناسب، فيك تزيد وتتعامل مع الموضوع بالشكل اللي تشوفه أنسب لك لكن لا تترك نصيبك من الرياضة تراها تعتبر شيء مهم إذا كنت تمر في ضغط مستمر أو حتى على المستوى العام.
ما تتواصل مع أصدقائك أو مع من تحب بسبب “عملك المستمر”
من الأشياء اللي برضو مهمة في التعامل مع الاحتراق هو العمل المتواصل دون التواصل مع الأصدقاء، شعور انك مرتبط بالمجتمع مهم جدًا وراح يقلل عندك القلق، وهذا بدوره راح يرفع عندك سرعة الاحتراق بشكل مجنون، مهم مرره تطلع وتتواصل مع اللي حولك من الأصدقاء وتكون اجتماعي، والاجتماعية هنا تكون على اللي تشوفه مناسب، الفكرة مو كونك انطوائي معناتها راح يكون عندك قلق من قل التواصل، اللي اقصده انك ما تقدر تتواصل بسبب عملك اللي ما يخلص وهذا بدوره راح يخليك “منعزل” وهذا راح يسبب لك قلق وبدوره راح يسرع احتراقك.
ما تحدد وقت مخصص “تفصل” فيه عن مود العمل
هذي نقطة مهمة تحتاج تفهمها، المشكلة أو التحدي بالعمل اللي في الشركات الناشئة انه ما يخلص، تحتاج تطحن فترة طويلة جدًا، وهذا طبيعي، ودرج عندنا انه طبيعي تشتغل ١٤ ساعة كل يوم لمدة ٣٦٥ يوم.
لكن الواقع انك مو “آلة” انت انسان تحتاج تتواصل تاكل تسوي رياضة، إذا ما صممت يومك أو اسبوعك بدون ما تراعي الوقت المخصص لك (وقت ما تفكر فيه بشغلك أو على الاقل تسوي شيء يفصلك عن علمك) راح تعاني أغلب يومك وراح تحس انك تشتغل كل الوقت وهذا راح يسرع احتراقك بشكل مجنون لأنك “تحس” انك تشتغل كل الوقت وما عندك وقت لنفسك وأهلك وأصدقائك.
فيه وصمة بيننا بسوق العمل انك كل ما اشتغلت أكثر كل ما صرت “قوي” أكثر”، لكن الواقع انك راح يكون على حساب صحتك على المدى القريب والبعيد وعلى حسابك عملك برضو نفس ما حصل لي يوم أهملت صحتي مو بيومها تدهورت لكن على مدى أشهر وبكذا راح يفشل النظام عندك شئت أم أبيت، وبعدها كلها كم أسبوع ترجع مرة ثانية، الهدف انه ما يفشل نظامك بسبب انك ضغطت على نفسك بقوة، بمعنى لو استثمرت عدد معين من الساعات كل أسبوع لك، صدقني الأستثمار هذا راح يرجع لك بفائدة أعلى من اللي حطيتها، لأنك ببالك لو حطيت ال ٤ ساعات هذي بعملك راح تكون أقرب لنجاحك، لكن الواقع انك راح تعاني أكثر و أكثر مستقبلاً، مثل مثال السكر الغير متزن، لازم توازن راحتك و عملك.
تاكل اكل يسبب لك حساسية
هذي تعلمتها بالطريقة الصعبة صراحة، كثير منا عنده تحسس معين مع أكل معين، انا من الناس اللي عنده تحسس من القمح (القلوتين) وكنت حاس فيه لكن ما عندي أعراض واضحة جدًا( اللي احس فيه تعب عام، مشاكل الأمعاء الدقيقة، وجع بطن خفيف)، تخيل اني كنت اكل كل يوم وجبة فيها قمح من بداية معرفتي لنفسي، تخيل أن التحسس هذا صار طبيعي عندي بمعنى التحسس عندي مثل شرب الماء، الأثر اللي سواه لي هو تفعيل الجهاز المناعي بشكل غير طبيعي، وهذا راح يقلل من الطاقة الموجودة بالجسم (الجهاز المناعي بالحالات الطبيعية يكون بوضع شبه خامل (بمعنى كمية خلايا الدم البيضاء تكون أقل من الوقت اللي تكون فيه بكتيريا أو فيروس))، وتخيل انك كل يوم تشغل الجهاز المناعي لأنه يعتقد بأن الأكل اللي تاكله شيء دخيل على الجسم، صدقني مشاكل كثيرة راح تطلع عندك منها التعب، أعراض اكتئاب.
وفعلاً لو تفكر فيها شوي منطقيًا لو كان عندك فيروس بجسمك راح تطلب اجازة مرضية وراح تلزم فراشك لفترة معينة، تخيل انك كل يوم تحس بأحساس المرض هذا وتصارع يومك، وهذا مسبب كبير بحالتي خلتني ما اقدر اعمل بالشكل اللي ابيه كل يوم، التحسس راح يعرضك للأحتراق بشكل سريع جدًا لأنه يلعب بالدايت حقك والجهاز المناعي معك، راح يسبب لك اكتئاب، وراح يخليك طول الوقت في قلق أو ضغط، الأمر هذا رد فعل طبيعي من مسبب للتحسس.
تقليل الحساسية يعني تقليل تفعيل الجهاز المناعي بشكل خاطئ، وهذا راح يخلي عندك طاقة أعلى لدماغك و راح يخليك تقدر تتعامل مع جوانب حياتك وما راح “تعاني” عشان تخلص اشغالك من قل الموارد في دماغك.
ما تنام كويس
النوم يلعب دور أساسي في قدرتك على التعامل مع الحياة، النوم الكويس يعني مخك أكثر صفاء، تقدر تتعامل مع المواقف بشكل أحسن، للنوم دورات، بمعنى انت تمر بعدد معين من الدورات كل يوم، الدورة الواحدة متوسط وقتها هو ٩٠ دقيقة، بمعنى كل ٩٠ دقيقة انت تدخل النوم الخفيف، النوم الثقيل، وتطلع منه بشكل دوري، حسب ما أعرف الأهم من النوم هو انك تدخل في النوم الثقيل، عشان ترفع نسبة النوم الثقيل تحتاج تتمرن بشكل يومي، وما تشرب كافيين قبل ٧ ساعات من النوم، تقلل الكورتيزول بالجسم قبل النوم، وفيه مكمل غذائي اسمه l-theanine (موجود بشكل طبيعي في الشاي الأخضر) راح يساعدك تدخل بالنوم ويساعدك تقلل قلق آخر يومك، موضوع المكملات الغذائية شيء راح تحتاج تتعلمه إذا تبي تحسن من حياتك لأنه فيه بعض المكملات اللي راح تحسن من جوانب كثيرة في حياتك، مو موضوعنا هنا والأهم الحين هو بناء قاعدة صحيحة وبعدها تقدر تتعامل مع المكملات، نفس أدوية الاكتئاب، أدوية الإكتئاب راح تساعدك علي المدى القصير لكن لو أخذت مع أو بدون الأدوية اوميقا ٣ وتمرنت بشكل مستمر، راح تقلل من احتياجك للدواء في بعض الحالات (للنص)وهذا الأهم برايي انك نظامك الغذائي وحياتك تكون صحية لدرجة تحتاج أقل كمية تحتاجه لانك كل ما قللت كمية كل ما قدرت تستخدم العلاج لفترة أطول لأن العلاجات هذي الجسم يتأقلم عليها بعد مدة و تفقد فائدتها، مهم مره تعرف هالشيء قبل تحترق “بقوه بقوه بقوه” وتبدًا تعالج المشكلة “بمشكلة ثانية”.
ما عندك هواية تطلع من جو العمل
وجود هواية مهم بأهمية العمل، تخصيص وقت فراغ ويكون وقت الفراغ شيء تحبه، مثل المشي، أو تعلم موسيقى، أو تطعس!، أو حتى أكل ستيكات غالية، يعتبر شيء أساسي لتقليل القلق ويعتبر متنفس لك، عمل هواية معينة بشكل مستمر تستانس فيها، راح تقدر تتعامل مع حياتك بشكل مختلف.
الفكرة راح يكون عندك “شيء” تستمتع فيه نهاية الأسبوع وصدقني كونك تشتغل أكثر من المتوسط حقك تحتاج وقت تسوي فيه شيء حلو أو مختلف عشان ترجع أقوى لأنك إذا ما أخذت ويك اند “صحي” ما راح ترجع قوي الأسبوع الجاي.
ماعندك أحد ترعاه وتهتم فيه
هذي عرفتها بفترة وعرفتها من أصدقائي، لاحظت انه مهم يكون عندك “مخلوق” تهتم فيه مثل “شجرة” أو “طائر” أو حتى إنسان تهتم فيه، أهلك أو أحد تهتم فيه من أصدقائك، الشعور هذا راح يعطيك جزء من معنى الحياة الأكبر، راح يكون شيء مسبب لسببية العمل المستمر اللي تسويه كل يوم، صدقني الأشياء المادية بحد ذاتها مالها معنى (فلوس أو غيره)، المعنى الحقيقة بالحياة هو العلاقات الكويسة اللي تبنيها مع من تحب من أصدقاء أو عائلة أو حتى حيوانات أليفة.
سبق قريت كتاب يتكلم عن هالنقطة، في دراسة في أحد دور رعاية المسنين، وكانت التجربة جدًا بسيطة، مجموعتين.
المجموعة الأولى أعطوهم شجر يعتنون فيها، والمجموعة الثانية بدون، لاحظوا أن المجموعة الأولى (اللي عندهم شجر يرعونه)، زاد عمرهم لمدة ٦ أشهر (بمعنى بالمتوسط ما ماتوا إلا بعد ٦ شهور)، وكانوا أكثر “تشبثًا” بالحياة مقارنة بالمجموعة الثانية.
ما تتخيل قد ايش تحتاج أحد ترعاه وتهتم فيه، كلنا بشر نحتاج نحب وننحب، وتركك للجانب هذا قطعًا راح يأثر عليك على المدى القريب والبعيد، سببية الحياة مهم مره تبينها في بدايات عمرك لأنك تحتاج هالشي عشان “تمر” بالأيام السوداء جدًا من خلال تذكر من تراعه، كتاب “رجل يبحث عن معنى” يتكلم عن هالشيء بالذات كيف قدر يتعامل مع سجن النازيين من خلال تذكر عائلته وتذكر بأن الحياة والمعاناة اللي يمر فيها قطعيًا لها معنى.
ما تاكل احتياجك اليومي من الغذاء
مهم تاكل احتياجك اليومي من الأكل، وهذا راح يأثر على طاقتك كل اليوم وحتى الثلاث أيام اللي بعده، منطقي انك مو قادر تشتغل بكفائة عالية إذا ما أخذت احتياجك اليومي من السعرات الحرارية، الاحتياج اليومي ينبني على عمرك وطولك ووزنك وفيه مواقع كثيرة تجيب لك الاحتياج المتوقع لك بشكل يومي، مهم تاكل أكل مناسب لك ولا ما راح تقدر تشتغل بشكل جيد مثل وقود السيارة ما تقدر تروح لوجهتك وماعندك وقود كافي!. الغذاء فيه ٣ أنواع أهمها في حالتك البروتين ومهم تاخذ الكمية الكافية من البروتين اليومي لأنه مهم جدًا للدماغ واستشفاء الجسم.
كل هذه الأمور تلعب دور في تقليل الاحتراق عندك لأنك من خلالها يكون عندك أساس صلب للتعامل مع الحياة كمجمل مو بس احتراقك اللي ما تبيه يحصل.
الجينات السيئة VS الجينات الجيدة
طبعًا قطعيًا عندنا أمثلة موجودة في المجتمع ما يسوي ولا شيء من اللي فوق وتلقاه يشتغل بشكل مجنون ولا يحترق، وهنا تجي فكرة انه ممكن هذا الشخص جيناته قويه، بمعنى الاكل اللي ياكله ما يسبب له تحسس، ما يحتاج يسوي رياضة لأن متوسط كمية الدوبامين اللي بدماغه عالية فدايم هو متحمس لعمله، سمين وبنفس الوقت وما يهمه، الفص الجبهي عنده أقوى من المتوسط بمعنى انه مخه قوي من جيناته، لا تقارن نفسك فيه، وحتى لو أنت منه أصحاب الجينات “الفخمة” جرب أحد النقاط يمكن تستفيد منها لو قليل.
ريادة الأعمال، الواقع والخيال
الخيال في ريادة الأعمال دائما مربوط بالحرية، قدرتك على العمل في كل مكان تريد، الفلوس اللي راح تجيك من كل صوب، والنجاح اللي يرتسم بعدما تحصل على أول جولة إستثمارية، لكن الواقع مختلف تماما، الواقع عبارة عن ضغط مستمر، الضغط هذا راح ياكلك من جوا قبل ما يأثر عليك اللي برا، تجيك أيام منت عارف اللي جالس تسويه صح أو غلط لكن صامل في عملك، الصملة هذي اللي ما تدري راح توديك للنجاح أو هي البوردنق حقك للفشل.
الفشل
ريادة الأعمال والعمل الحر الفشل فيها أكثر من النجاح، عكس ما يتم التسويق له، صدقني اشتغلت في أماكن متعددة، الواقع هو انك تشتغل بدون تذمر ساعات طويلة، الواقع انك توصل لمرحلة تكتئب وتحتاج “تكمل” بدون ما تتكلم حتى، الواقع انك خايف من المستقبل والحاضر والماضي، خايف من القرارات التي اتخذتها سابقًا (ممكن تكون تركك وظيفة كانت تعطيك الأمان الوظيفي أو حتى تعطيك راتب عالي جدًا) وممكن تكون علاقات رميتها ضرب الحائط عشان مشروعك.
وهنا كل الغاية من التدوينة هذي، مثل ما قلنا سابقًا في تدوينتين مربوطة في هذه التدوينة
ماذا يعني أن تكون تحت التهديد كل يوم
وماهي الرواقية
كلها أحد أهم الأمور اللي تحتاج تتأكد انها عندك عشان تضمن ان نظامك ما يفشل كل مرة، لأنه صدقني لو كان جسمك في أحسن حالاته، عقلك كذلك راح يكون في أحسن حالاته، ولا تشوف اللي جيناته كويسه مره وتقارن نفسك فيه لأننا بالنهاية بشر نحترق و نتحمس و نحب ونكره.
الحل؟
أعتقد الحل دائما راح يكون بعمل المناسب لك وتصليح يومك قبل تحدد أهدافك (ذات الطموح العالي جدًا). لو كنت ذو طموح عالي تحتاج جسمك وعقلك يكون مستعد للجلد اللي راح يجيه من طموح العالي.
لعل اللي كتبته فوق يفيد “لو شوي”، ما تتخيل عمل جزء من اللي كتبته راح يفيدك واتمنى يفيدك مثل مافادني، حط ببالك دائما أنك تحتاج القاعدة الصحيحة قبل تبدًا تشتغل في أي عمل ببالك، القاعدة الفكرية الصحيحة والجسدية عشان ما تكون مثال سيء لنفسك بعد كم شهر، وأخص أصحاب الطموح العالي جدًا، اللي كل مره ياصل لهدفه يقول كيف أدبل نتيجيتي؟