مدونة المتخرجين اللي من جيش #الصملة.

ماذا يعني أن تكون “تحت التهديد” كل يوم؟

مارس 31, 2022

ماذا يعني أن تكون “تحت التهديد” كل يوم؟

الفترة اللي فاتت قررت استقيل من عملي! وابدا اشتغل في مجال التسويق الرقمي، اليوم اللي قررت فيه رسميا أطلع تغيرت حياتي! صار عندي شعور مختلف، الشعور هذا خلاني كذا انسان شايل هم كل الوقت، كون انك تحس انك لوحدك أو أنك مسؤول عن أحد، ماعندك “مدير” يوجهك تحس انك المسؤول مسؤولية تامة عن حياتك، الشعور هذا كويس في بداية الأمر، تحس انك تركض وانك جالس تنجز، ولكن بعد فترة من الزمن بتلاحظ ان الحياة صار فيها “ضغط” الضغط هذا مستمر ما يوفق، ببيتكم أو في مكان العمل حتى وأنت جالس تتمشى في مكان فيه طبيعة، شعور يوجع بطنك تحس أن الحياة تلحقك وتطلب منك إلزاما تنجز حتى لو مو مطالب منك انك تنجز أي شيء، الفترة اللي فاتت للأمانة كنت ابحث عن طريقة أخفف فيها هذا الضغط، للأسف بحثت وبحثت وحصلت أن النتيجة هو إن هذا الضغط هي “تكلفة نموك” عشان تنمو وتخرج من منطقة الراحة لزام عليك تعيش معاه، فكنت افكر بعد ما اقتنعت أن الضغط هذا بيكون معي كل العمر، كيف احوله لصالحي أو اتعامل معه بطريقة ايجابية، في هذه التدوينة راح اتكلم شوي عن الضغط وانواعه وممكن الرواقية؟

انواع الضغط

الضغط واحد، المسبب له متغير، بمعنى كلنا ننضغط من الحياة، بس المسبب يكون مختلف مثلا انا انضغط من عدم الإنتاجية، في واحد ثاني يكون ينضغط إذا ما راح لفعاليات أو تسوق، الضغط مثل ما له أنواع ومسببات، له برضو شدة، شدة الضغط تتلازم مع طبيعة المسبب، حجم الأثر اللي بيجي منه عليك، وحجم الفقد قبل وبعد، حتى في كثير من الأشياء تكون واقفه لأنك ماتبي تروح للمرحلة اللي بعدها وفي ديد لاين جاي قريب لو ما اشتغلت.

فجوة الرحلة القادمة و الديد لاين

في كثير أمور الاحظ انها توقف أيام شهور وحتى سنوات لأن الديد لاين حقها بعيد مره، فما يكون فيها ضغط فعادي لو ما تسوي الأمر اللي ببالك تسويه، مثل تعلم بيانو مثلا! محد يفصلك لو ما تعلمت بيانو، برضو تعلم برمجة،تصميم قطعا ما حتموت لأنك ما تعلمت البرمجة ولكن لو تخيلت إن عمرك ٦٠ سنة وراحت عليك صرفة التعلم، قطعا شعورك ما يحكون كويس، وراح تفكر بالموضوع بشكل مختلف!

والحل مع الضغط؟

أعتقد الحل مع الضغط أنك تحاول تتعامل معه كصديق “قمطه شوي” هو يحب يسوي نفسه “دراما كوين” ويحاول يخليك تشتغل لكن خوينا احيانا يخليك تخاف من الشغل اللي قدامك لأنه بتل يكلمك عن الموضوع، فتسمع منه وبنفس الوقت ما تسمع منه، تختار بعناية متى تسمع كلامه ومتى ما تسمع، برضو تسوي له صندوق وارد لكل الأشياء اللي ودك تسويها “اللي ببالك” وتبدأ من خلال الصندوق هذا تنسق الأشياء المهمة وتحسب تكلفة عدم فعل المهام بعد ٦ شهور بتلاحظ كثير أشياء مهم تسويها الحين لأن شعورك بعد ٦ شهور “مو حلو” لو ما سويته.

خلق ديد لاين للمهام

خلق نهايات لكل المهام اللي عندك يكون فيها شعور الأهمية أو الإلحاحية، بمعنى انه صار شيء مهم تسويه ولا بيروح عليك أو بتروح عليه، برضو خلق فروض عليك وتشاركها أحد يكون شرير يلزمك تسوي العمل اللي مطلوب منك، بالنسبة لي وضع ديدلاينز يجعلني أعمل بشكل مجنون إذا كانت المهمة لها معنى لي بشكل قوي وهي فرصة لإثبات نفسي فيها.

 

الصديق الشرير

بعض الطرق الإضافية اللي حلو لو تجربها زي ما قلنا قبل شوي، تتفق مع صديق شرير يكون الحكم في عمل التاسك وتعطيه Stake معين، مثل فلوس أو شيء يقهرك فيه ومن خلاله تحس ان الموضوع قلب “جد” مافيه لعب، يعني خوينا لو ما جاز له شغلك عنده الإمكانية يقهرك مثلا. 

الرواقية كحل؟

الرواقية تعتبر أحد الحلول اللي تخليك تتعامل مع الضغط وتحوله من ضغط سلبي إلى ضغط ايجابي، المذهب الرواقي يقول “ركز على اللي تقدر تسويه وخل اللي ما تقدر تتعامل معه” أو “ركز على اللي تقدر تسويه وخل اللي ما تقدر تسويه”، مثل نقد الناس لك أنت ما تقدر تتعامل معه لا بالسلب ولا بالإيجاب، حتى لو أحد مدحك ما حتفستفيد من مدحه لك على المدى البعيد، النقد البناء من شخص مختص هو اللي بينفعك تتطور برضو الناس راح ينتقدونك سواء اشتغلت أو ما اشتغلت، نفس الحكاية مع المصائب اللي تحدث لك ما تقدر تغيرها، لكن تقدر تتعامل مع رد الفعل حقها معك بمعنى انا اعرف ان فيه مصيبه صايره لكن ما اركز على المصيبة أركز على الأشياء اللي اقدر اسويها أخفف أو أقلل هالمصيبة، كثير من لاعبين الرياضة، رواد الأعمال، أصحاب النفوذ، يتعاملون مع الحياة بالمذهب هذا، سواء عرفوا الرواقية أو سمعوا عنها أو لا، لأنه الخيار المنطقي والطبيعي في مكان يسوده المنافسة العالية، في أعلى الهرم الكل يبيك تطيح ولو سمحت للشك يدخلك راح تطيح، برضو الرواقية تخليك “تتحرك” بدون خوف وهي جزء من فلسفة عقلية النمو، عقلية النمو تركز دائما على أن ذكاءك مهارتك وقدرتك تتطور مع عملك الصعب وإنك مو مثل أمس ولا راح تكون مثل بكرًا، فركز على التطور اللي تقدر تسويه الحين وحط لنفسك خطوات واضحة وتناسب وقتك المخصص وطبيعتك البشرية ونرجع لنقطة مهمة، لا تقارن نفسك بغيرك في ناس تمشي أسرع وفي ناس تمشي أقل منك، ماعليك منهم عمرك لك مو لهم.

ختاما

أعتقد الحل دائما راح يكون الفكر الرواقي أو عقلية النمو أين يكن القالب اللي تشوفه مناسب بالنهاية ركز على اللي تقدر تسويه وكمل تطوير ولا تركز على اللي ما تقدر تسويه دائما لأنه مهما كنت في مرحلة من مراحل حياتك، الضغط بيكون هو ما حيتغير، شدته تتغير بناء على حجم الأثر والمسؤولية اللي عليك لكن تراه هو واحد وكل ما زاد وانت جالس تنجز وتشتغل هذا شيء يصقلك وبالنهاية مسؤليتك انك تتعامل مع الضغط اللي فيك وتحوله من سلبي إلى ايجابي.

للمشاركة

تدوينات مشابهة